سها القيشاوي تشرف مباشرة وضمن فريقها في ‘ناسا’ على إرسال المركبات الفضائية إلى الفضاء.
2015\03\08
خاضت الفلسطينية سها القيشاوي من قطاع غزة رحلة نجاح باهر يتسع لها عالم الفلك والفضاء الذي خطت فيه خطوات جريئة، بالرغم من الظروف الصعبة التي تواجهها ليس لكونها فتاة فحسب، بل لأنها من غزة.
وشكّلت هذه الظروف دافعًا وسببًا لوصول القيشاوي التي تقيم حاليًا في العاصمة الأمريكية واشنطن، إلى مكانة مميزة في البرامج الفضائية لوكالة “ناسا” الأمريكية للفضاء.
وتُشرف القيشاوي الثلاثينية مباشرة وضمن فريقها في “ناسا” على إرسال المركبات الفضائية إلى الفضاء.
بداية الحلم في غزة
وتقول إنها درست هندسة الحاسوب في جامعة هيوستن بأمريكا، وبدأت بالعمل بعد تخرجها في ولاية “أورايون” شمال غربي الولايات المتحدة.
وتضيف “أعمل مسؤولة عن تكامل البرمجيات مع الأجهزة، وعن فحصها المستمر من أجل التأكد من أن الحاسب على المركبة الفضائية يعمل كما هو متوقع في الجيل التالي من المركبات الفضائية الأمريكية، المُعدّة من أجل سبر أعماق الفضاء”.
وكانت القيشاوي منذ صغرها تعشق متابعة أخبار الفلك، وتداوم على مشاهدة الصور والفيديوهات التي تصوّر المكوك الفضائي، وما ينقله في عالم الفلك الجميل، وهو ما يذهلها كثيرًا.
وتتابع “لقد كبرت في غزة، وكنت أعجب وأندهش حينما أرى المكوك الفضائي يقلع ويعود إلى الأرض، وهو ما ألهمني حبّ الفضاء الذي طالما تمنيت أن أسبح فيه لأرى عجائبه”.
وهذا -تُكمل القيشاوي- ما دفعني لاختيار دراسة هندسة البرمجيات في أمريكا، وكانت تلك خطوة حققت بها أولى نجاحاتي نحو حلمي في أن أكون جزءًا من برامج الفضاء.
كبيرة مبرمجي “ناسا”
وبعد تخرجها مباشرةً، بدأت الفتاة الغزية بالعمل في برنامج المكوك الفضائي للإنسان في الولايات المتحدة، وانضمت إليه، لتحقق ثاني خطواتها نحو حلمها.
والأن تُصنف القيشاوي بأنها كبيرة المهندسين البرمجيين في المدينة التي تقيم فيها، حيث مقر وكالة “ناسا”.
وتعتبر أن العمل في هذا المجال مُمتع جدًا ومريح، بالرغم من أنه يتطلب وجودها على مدار الساعة فيه، في معظم الأيام.
وتكمل “عملنا في ناسا تمامًا كمن يطير في السماء، وقد اعتدتُ على هذا الوضع، أي على إصدار نماذج مهمات روّاد الفضاء إلى الأماكن التي يتم إرسالهم إليها، خاصة إلى كوكب المريخ”.
وأشرفت القيشاوي ضمن عملها في “ناسا” على فحص نظام إطلاق المكوك الفضائي، ليس فقط لحدّ التأكد من إقلاعه، وإنما متابعة تحلقيه في الفضاء، وأدائه ومهماته الموكلة إليه، وحتى عودته إلى الأرض.
خبرة تخطّي العقبات
وتواجه القيشاوي بعض المعيقات الفنية في عملها ليس إلا، وكما تقول “أقوم بحل أي مشكلة تعترض عملي، وأي إخفاق في مهمة، لا يعني لي سوى إعادة الإقلاع نحو الفضاء من جديد، وهذه تجربة فريدة، أصبحت لدي من خلالها معرفة بطبيعة المشاكل التي من الممكن أن تواجهنا كفريق عمل مشرف على الإقلاع نحو الفضاء”.
وأخيرًا، ولكنه ليس بأخر بالنسبة لها، وصلت القيشاوي إلى أعلى المناصب في أهم البرامج الفضائية الأمريكية، بأن أصبحت المشرفة على البرنامج الفضائي للولايات المتحدة، في وكالة “ناسا” التابعة للحكومة الامريكية.
وتقول إن “كوني فتاة من غزة، يضفي عليّ كينونة تميّزني عن غيري”.
وتمنع طبيعة عمل القيشاوي في وكالة “ناسا” إياها، من إعطاء التصريحات الصحفية، بالرغم من أن لديها الكثير الكثير من المحطات لتتحدث عنها في حياتها الفلكية.
وكتبت “سها” على صفحة “ناسا” بعض الكلمات اختصرت فيها حديثها عن سر تميّزها بنصيحة، مفادها “امتلك دومًا حلمًا، حلمًا كبيرًا، واعمل بشكلٍ قاس من أجل أنْ تجعل من حلمك حقيقة، كما أصبح حلمي كذلك”.
أحدث التعليقات