عمّان – منال القبلاوي
بعد غياب ٣٠ عاما عن بلده الأمّ، الأردن، استطاع الجراح الأردني الأميركي الدكتور جهاد الشناق تحقيق حلمه بتسخير ما توصّل إليه من العلم في مجال جراحات ما بعد السرطان برسم الابتسامة من جديد لمريضات السرطان
من أهل بلده.
(الرأي) التقت الدكتور الشناق في زيارته المهنية التطوّعية الإنسانية الأولى للأردن بدعوة من مركز الحسين للسرطان.
وبحسبه فإن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها عمليات “التركيب” بالتعاون مع أطباء أردنيين منوِّها أن العمليات التي يجريها هي عمليات تركيب وترميم وليست فقط تجميلية، فهذا التخصص هو أعمق من أن يكون تجميلياً فقط.
وعن ماهية “عمليات التركيب” بيّن الشناق أن الهدف من العمليات هو استعارة عضو من الجسم لزراعته واستبداله بعضو تمّ استئصاله بسبب السرطان للحفاظ على الشكل والوظيفة لذلك العضو الذي تمّ استبداله.
فالهدف من العمليات “الميكروسكوبية” هو عدم إحداث أي مشكلة أو مضاعفات في المكان الذي تمّت الاستعارة منه لتركيب العضو السرطاني المُستأصَل ،الأمر المتوفر عند إجراء العمليات الميكروسكوبية.
ولتوضيح آلية العمل بيَّن الشناق أنه *يتمّ استعارة كتل من الدهن والجلد من بطن السيدة الناجية من سرطان الثدي وما يرتبط بها من أوردة وشرايين وأوعية دموية. ومن ثَمّ تُربط بأوعية دموية مستقبلة لها في الصدر تحت الميكرسكوب لبناء الثدي بشكل طبيعي منها، بحيث تستفيد السيدة من شدّ منطقة البطن وتركيب الثدي في وقت واحد.
وعن خطورة العملية كونها ميكروسكوبية دقيقة أكّد الشناق أنّ العملية تُعد عملية كسائر العمليات الأخرى فيها بعض الخطورة، إلا أنّ *التحضير والخبرة والمكان والتخدير تقلّل بشكل كبير من هذه الخطورة.
وبيَّن أنّ نسبة نجاح هذه العمليات في مستشفى “وست سايد الجراحي” في “هيوستُن” في الولايات المتحدة الذي يرأسه طبّيّا ويدير مركز علاج الثدي فيه تتجاوز 95%.
ولديه برنامج متكامل وفريق خاص لاستئصال وتركيب وعلاج الثدي في ذلك المستشفى، مؤكِّدا أنّ ما توصل إليه العلم به في هذا المجال يُعد مفخرة حقيقية للإنسانية.
وبحسبه فإن متوسط عدد العمليات التي يجريها في السنة الواحدة في هيوستن تصل إلى 200 حالة أكثرها حالات تركيب ثدي.
أما عن العمليات التي أجراها محليا منذ وصوله، فقد بيّن الشناق أنه أجرى عدة عمليات ميكروسكوبية وغير ميكروسكوبية تمّت بنجاح.
وعن مدة إجراء هذا النوع من العمليات الدقيقة التي يتم فيها استخدام الميكروسكوب الطبي المُعَدّ خصيصا لهذا النوع من العمليات، بيّن أنها تتطلب من( 4-6) ساعات حسب حالة المريضة.
وعن تجربته بالعمل مع مركز الحسين للسرطان عبَّر الشناق عن فخره بأنه يعمل مع المركز بشكل تطوّعي، وبدعوة من رئيسة مجلس امناء مؤسسة الحسين للسرطان الأميرة غيداء طلال، ومدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور ، ورئيس قسم الجراحة في مركز الحسين الدكتور محمود المصري.
وأشاد بسعي واهتمام المركز لاستقطاب الخبرات والكفاءات الطبية لتطوير عمليات وعلاجات السرطان مما يجعله يضاهي كبرى مراكز علاج السرطان في العالم، منوِّها أن أكبر مركز والأكثر تقدّما في علاج السرطان في العالم هو “إم دي أندرسُن” الموجود في هيوستن وهو الذي يرتبط معه مركز الحسين للسرطان بتعاون طبي.
وأشار الشناق إلى أن إنشاء قسم لجراحة التركيب والعمليات الميكروسكوبية في مركز الحسين يُعد جزءاً ضروريا في علاج السرطان، لأن أكثر المرضى يتخوفون من استئصال السرطان كي لا يحدث لديهم تشوّه وفقدان للوظيفة في العضو المُستأصَل.
وهذا يتطابق مع رؤية القائمين على المركز ليصبح مركزاً إقليميا يستقطب المرضى من جميع أنحاء المنطقة لوجود تخصص العمليات الميكروسكوبية فيه وهو غير المتوفر في مراكز علاج السرطان الأخرى.
وبين الشناق أنه يعمل على زيارة الأردن كل 3-4 شهور برفقة فريقه الطبي لتحقيق استفادة أبناء وبنات بلده من علمه. واختار الأردن لكونه بلده الأم وبلده الأول، رغم استقراره في أميركا كي يرى الابتسامة على وجوه السيدات الأردنيات الناجيات من سرطان الثدي.
ووفقا للشناق فإن الجراحة الميكروسكوبية هي نمط جراحي ميكروسكوبي، وهي موجودة منذ زمن، إلا أنها تطوّرت خلال العقدين الماضيين بحيث أصبحت ذات نسب نجاح أعلى ومُتاحة بشكل أكبر للمرضى. وتشمل عمليات التركيب البديل – وفقا له – “سرطان الثدي ، الفم، الفك والأطراف”.
ففي حالة سرطان الفك مثلا يتم تعويض الفك من جزءٍ من عظمة الساق، ويتم نقلها مع الأوردة والشرايين المرتبطة بها، ومِن ثَم يتم زراعة أسنان للناجي من السرطان كي يعود العضو للعمل كالمعتاد ، أو يتم نقل جزء من الجلد والأعصاب إلى الجزء السفلي من الفم حتى يعود إلى المريض الشعور بفمه.
وأكد الشناق في نهاية حديثه أهمية عدم تخوف مريض السرطان من إصابته، ومحاولة إخفائها، أو عدم إقباله على العلاج ممّا يساهم بانتشار مرضه.
ومن المهم عدم الخوف من استئصال الثدي في حال الإصابة بسرطان الثدي عند السيدات، سواء جزء منه أو بالكامل، لأن العمليات الميكروسكوبية و عمليات التركيب تعيد الثدي إلى طبيعته تماما.
ودعا إلى العلاج المبكر والكشف المبكر عن المرض لإنقاذ الحياة، وإلى عدم التدخين، مبيِّناً أن نجاح العمليات “الميكروسكوبية” مرتبط بشكل كبير بعدم التدخين.
وشدد الشناق على أهمية توفر الدعم المعنوي والنفسي والأُسري لمريضة سرطان الثدي من أسرتها وزوجها، فإنّ قيمة المراة لا تنقص عند إصابتها بالسرطان.لأنّنا جميعنا ذكوراً وإناثا معرضون للإصابة بالأمراض ومنها السرطان.
اذا ممكن اي طريقة للتواصل مع هدا الدكتور