المصدر: الرّأي الأردنيّة
05/10/2015
كتبت – سهير بشناق –
شهدت دار الوفاق الأسري الشهر الماضي حالة عنف اعتبرها القائمون على الدار من اقسى القضايا الانسانية منذ تأسيس الدار قبل عشر سنوات، لسيدة تبلغ من العمر 80 عاما تعرّضتْ لعنف لفظيّ وجسديّ من قبل ابنتها بعد أن عاشت حياة كريمة مكتفية بنفسها مادّيّا واقتصاديا، خاصة وأنّ السيدة والأم تحملان شهادة في الطب. حادثة تثير تساؤلات عديدة حول مدى مكانة كبار السن في أسرهم وقدسية وجود الأم وحقها في الاحترام والتعامل الذي يليق بمكانتها التي أوصت بها جميع الديانات، التي في حالة هذه الأم تلاشت جميعها أمام قسوة وتنصّل الابنة من مسؤولياتها وعنفها الموجه ضد والدتها.
وتَبَعاً لمصادر الدار فإنّ الأم عانت معاملة سيئة من قبل ابنتها تجسّدت بالعنف اللفظي الذي يهين كرامتها، إلى جانب العنف الجسدي من ضرب إلى إهمال في رعايتها الصحية حيث تعاني الأم من أمراض « سكري، ضغط، اأراض قلب، وأمراض بالأعصاب، وبدايات لسرطان الثدي، وعدم قدرة على المشي إلا من خلال كرسي متحرك، بسبب احتباس السوائل في جسدها «.
وتشير المصادر إلى أنّ الابنة تقطن خارج الاردن، وتترك والدتها تعيش في منزل دون رعاية، أو توفير خادمة لها تشرف على رعايتها، فقد تحول منزلها إلى مَكْرهة صحية لكونها غير قادرة على رعاية نفسها ومنزلها، في الوقت الذي تأتي الابنة من خارج الأردن لزيارة والدتها التي تقطن في بيت الابنة مرة في السنة.
وخلال هذه المرة تعرضت والدتها لشتى أنواع العنف، حيث تقول الوالدة أنّ ابنتها كانت تضربها على رأسها، وترفض معاملتها معاملة حسنة، بل على العكس كانت تُردّد ألفاظ عنف تجرح كرامتها وإنسانيتها ووجودها كأمّ.
الأمّ الطبيبة بعد أن عانت من الأمراض والشيخوخة وتُوفّي زوجها قامت بكتابة كلّ أملاكها لابنتها التي استغلّتْ مرضها وعجزها وعاملتها هذه المعاملة السيئة التي تتنافي مع كل معاني الإنسانية، فأصبحت الابنة تعتبر والدتها عالة عليها، ولم تجد طريقة للتعبير عن مشاعرها سوى بتعنيف والدتها وتركها دون رعاية، مما دفع الأم إلى الاستعانة بجيرانها، بعد أن فقدت الأمل بالحياة، ووصلت حالتها المرضية إلى حدٍّ مؤلم لا يمكن تحمُّله، فتمّ تحويلها إلى حماية الأسرة التي قامت هي بدورها بتحويلها إلى دار الوفاق الأسري.
قول مصادر الدار أنّ الأم وصلت للدار بحالة صحية ونفسية صعبة لا يمكن وصفها، بل إن حالتها أبكت جميع من رآها وتم نقلها إلى إحدى المستشفيات الحكومية لتوفير الرعاية الصحية لها.
وتضيف المصادر بعد توفير الرعاية الصحية لها حيث كانت تعاني إلى جانب الأمراض العديدة من انتفاخ في يدها وقدمها نتيجة احتباس السوائل وعدم قدرتها على تحريك أطرافها تم تحويلها إلى دار لرعاية المُسنين لتتم رعايتها في مكان يحترم إنسانيتها.
وتشير المصادر إلى أنّ الابنة عندما راجعت الدار لم تأت للسؤال عن والدتها، بل أحضرت معها حقائب والدتها فقط، في الوقت الذي كان للوالدة مصاغ من الذهب رفضت الابنة تسليمه، بل قامت بوضع الحقائب على حافّة الرصيف، وعادت إلى البلد الذي تقطن فيه خارج الاردن. وتؤكد المصادر بأن الأم لا تريد شيئا من ابنتها سوى التوقّف عن تعنيفها ومعاملتها بهذه الطريقة، فهي تبكي باستمرار لكونها عاشت حياة كريمة، وعملت كطبيبة، وكانت لا تنتظر مساعدة من أحد إلا أنها بعد مرضها لم تجد ابنتها لتساعدها وتعاملها معاملة تنتظرها كل أمّ أفنت حياتها في تربية أولادها.
فحزنها على ما وصلت إليه ومعاملة ابنتها لها يفوق الوصف. وتشير مصادر الدار إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الابنة، بعد أن رفضت الأمّ تقديم شكوى بحق ابنتها، كي لا تعرضها للعقاب، إلّا أن هناك إجراءات يجب أن تُتخذ بحقها لتعنيفها والدتها في حين تعيش اليوم الأم بدار لرعاية المسنين تحمل بقلبها حزن العمر، لا تصدّق أنّ ابنتها تعاملها بهذه الطريقة، بعد أن استغلت ضعفها ومرضها، واستحوذت على كل ما تملك من مال جمعته من رحلة عمرها المهنية.
الابنة كانت ترفض وضع والدتها في إحدى دور المسنين طيلة فترة وجودها خارج الأردن، بل كانت تنتظر عودتها لتعنف أمها التي أتعبها المرض، ونال منها دون وجود من يرعاها. وتشير مصادر الدار أن قضايا تعنيف كبار السن من أصعب القضايا الإنسانية، وهي ليست الحالة الأولى التي تتعامل معها الدار، ففي العام الماضي تعاملت الدار مع أم تبلغ من العمر 88 عاما، وصلت الدار الساعة الثانية فجراً، بعد أن قام أبناؤها بطردها من منازلهم، ورفضهم لرعايتها، فلم تجد مكاناً لها سوى الشارع، ليتم الإضارها إلى دار الوفاق.
وأضافت المصادر أن الأم كانت تردد جملة « حسبي الله ونعم الوكيل « بحزن لا يمكن أن تصفه الكلمات، وبقيت بالدار، إلى أن تم استدعاء أحد أبنائها الذي لم يكن على علم بما يحدث لوالدته من قبل أشقائه وزوجاتهم، فقام باستلام والدته التي تعيش اليوم في منزله.
أحدث التعليقات