November 22 2016
نجح طبيب فلسطيني من غزة متخصص في جراحة القلب، ومهندس ميكانيكي في قطاع غزة، من صناعة أول قلب اصطناعي بالقطاع، تمّت زراعته في جسد خروف بعمليّة دامت ستّ ساعات متواصلة. وقال محمد نصّار، رئيس قسم جراحة القلب في مجمع الشفاء الطبي، اليوم الثلاثاء: ” تمكنّتُ برفقة المهندس الميكانيكي، محمد أبو هيبة، من صناعة أول قلب اصطناعي بغزة، مكون من البلاستيك”. وأضاف نصّار : ” زرعنا القلب في جسد خروف، يوم الخميس الماضي، لمدة 6 ساعات، وقد أثبت فعاليته خلال ساعات التجريب، حيث كانت تسير جميع العمليات الحيوية بشكل طبيعي ومنتظم”. وأجرى الطبيب جلطة قلبية للخروف بهدف فحص نجاح القلب الاصطناعي، المكوّن من البلاستيك والصمّامات والمضخّات المطابقة جميعها للمواصفات العالمية، وفق قوله. وتابع: ” قرّرْنا أنْ نوقف قلب الخروف تمامًا، وألا يكون يعمل بشكل مساعد، لنعرف مدى نجاح الجهاز، ونستطيع أنْ نقول أنّ المشروع نجح بنسبة 80%” ، وأشار الطبيب إلى أنه تم انتزاع القلب الاصطناعي من الخروف، لإضافة بعض التطوير عليه، وستتم زراعته لعدة مرات أخرى، حتى يكون جاهزًا بشكل تام للاستخدام البشري.
وواجه صاحبا المشروع، صعوبة في توفير المواد والأدوات والأجهزة اللازمة للمشروع، بسبب ظروف الحصار الإسرائيلي، كما أنّهما لم يجدا أي داعم مالي لهما. وتابع نصّار: ” لا يوجد لدينا عيادات جراحية بيطرية، أجرينا العملية في غرفة عمليات بيطرية صنعناها بأنفسنا في مختبرات مستشفى الشفاء، ولم تكن ملائمة بالدرجة المطلوبة”. ولفت نصّار إلى أنّ المشروع افتقر إلى طابعة ثلاثية الأبعاد دقيقة، لصناعة القلب، فتمت صناعته بطريقة يدوية، واستغرقت صناعته مدة 6 أشهر. واستدرك مضيفًا: ” لا يوجد في القطاع طابعة كهذه جراء الحصار، وتمنع إسرائيل إدخالها للقطاع لدواعٍ أمنية، كما تقول”. ونبعت الفكرة في عقل الطبيب الجرّاح، في أواخر عام 2013، عندما شاهد العشرات يلقون حتفهم، لعدم تمكّنهم من السفر من أجل زراعة قلوب لهم، ولعدم القدرة المالية لوزارة الصحة لإدخال القلوب الاصطناعية للقطاع. وأكمل: ” تبلغ تكلفة القلب الاصطناعي الواحد حوالي 400 ألف دولار، بينما الذي صنعناه بلغت تكلفته نحو 6 آلاف دولار فقط”. وأوضح نصّار بأن بعض القلوب الاصطناعية، في الدول الخارجية، تستخدم بشكل مساعد للقلب البشري، وأخرى تستخدم بشكل منفرد، ومنها ما يتم استخدامه لمدة أسبوع أو شهر أو سنة، أو عشر سنوات. وتفرض إسرائيل حصاراً على قطاع غزة، منذ نحو عشر سنوات، عقب فوز حركة “حماس” في الانتخابات البرلمانية، في عام 2006. وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن هناك نحو ثلاثة آلاف مريض، يحتاجون للسفر بشكل عاجل خارج القطاع، لتلقي العلاج، إلا أنّ ظروف الحصار تحول دون ذلك، مما يعرض حياتهم للخطر.
أحدث التعليقات