السبت 2016-02-27
واشنطن – ينتظر الأميركي سكوت كيلي، الذي أمضى قرابة عام على متن محطة الفضاء الدولية، بفارغ الصبر رحلة العودة إلى كوكب الأرض المقررة في الثاني من مارس/اذار، ويحلم بشكل خاص بالسباحة في حوض السباحة الخاص في منزله.
ويقول رائد الفضاء، خلال مؤتمر صحافي نقلته مباشرة الخميس المحطة التلفزيونية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” من محطة الفضاء الدولية التي تسبح في مدار الأرض: “أنا في وضع نفسي جيد، لكني أنتظر بفارغ الصبر العودة إلى المنزل”.
ويشير إلى أنّ “أول ما سأفعله حين أصل إلى هيوستن (في ولاية تكساس) بعد المرور على المقر العام لروّاد الفضاء بغية الخضوع للاختبارات الطبية، هو الذهاب إلى المنزل والقفز في حوض السباحة”.
ولا يمكن لرواد الفضاء أنْ يستحموا في محطة الفضاء، بسبب انعدام الجاذبيّة الذي يجعل المياه تنتشر في كل اتجاهات المركبة أو تعلق على أجسامهم، ولذا فإنهم ينظّفون أجسامهم بمناديل مبلّلة.
ويقول الرواد إنّ المياه الجارية هي من أكثر الأمور التي يشتاقون إليها.
وأمضى سكوت كيلي البالغ من العمر 52 عاماً 340 يوماً في محطة الفضاء الدولية في مهمة جمعته مع زميله الروسي ميخائيل كورنينكو البالغ 55 عاماً، تهدف إلى دراسة الآثار الصحية والنفسية لإقامة البشر الطويلة في الفضاء، وذلك في إطار الدراسات والأبحاث الجارية استعداداً لإرسال رحلات مأهولة إلى المريخ في الثلاثينات من القرن الحالي.
ومن المقرر أن يعود الرائدان في الثاني من مارس/آذار إلى الأرض، على متن مركبة روسية من طراز “سويوز” ينبغي أن تهبط بهما في سهوب كازاخستان.
ويقول سكوت كيلي إنه يشعر أنه “بصحة جيدة”، وهو يعاني فقط من اضطرابات بسيطة في البصر سببها انعدام الجاذبية الذي يؤدي إلى زيادة إفراز السائل النخاعي حول العصب البصري، مؤثراً على الرؤية.
ويؤدي انعدام الجاذبية أيضاً الى تقليص الكتلة العضلية وكثافة العظام، ولذا ينبغي على الرواد إجراء تمارين رياضية يومية في الفضاء.
رغم ذلك، أكد سكوت كيلي أنه يحب كثيراً العيش والعمل في الفضاء، قائلاً: “أُكثر من السباحة في الفضاء وتأمّل المشاهد، أُحب العمل الشّاقّ الذي نقوم به يومياً والذي يتطلب الكثير من التركيز”.
وتوجه كيلي إلى الشباب الراغبين في أن يكونوا رواد فضاء بالقول إنّ هذه المهنة تتطلب زيادةً عن الثقافة العلمية القوية، القدرة على فعل كل شيء في الفضاء “هنا في المحطة نكون أحياناً أطباء وأحياناً تقنيّي كهرباء أو سبّاكين”.
ويضيف أنه أصبح أكثر انتباهاً إلى قضايا البيئة بسبب إقامته في المحطة التي تعلو كوكب الأرض من ارتفاع 370 كيلومتراً، والتي تدور حوله 16 مرة يومياً بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة.
ويضيف: “كلما نظرت إلى الأرض أشعر أني مهتم بالبيئة”، مشيراً إلى أنّه كان يلاحظ سحُب التلوّث، ويأسف للدور الذي يقوم به البشر في التغيّر المناخي.
لذا يأمل كيلي أنْ يضطلع بعد عودته بدور ما في الحفاظ على كوكب الأرض.
وعمل رائد الفضاء الأميركي مع زملائه في المحطة على تجارب علمية كثيرة، وهو اهتم خصوصاً بتأثير الإشعاعات في الفضاء وانعدام الجاذبية على النظام الوراثي في جسم الانسان.
وتعد مهمة كيلي وكورنينكو أطول إقامة في محطة الفضاء الدولية منذ بدء العمل فيها عام 2000.
الا ان الرقم القياسي لأطول إقامة في الفضاء ما يزال من نصيب الروسي فاليري بولياكوف الذي امضى 14 شهراً في محطة مير الروسية العام 1995 التي خرجت بعد ذلك من الخدمة.
وضرب كيلي الرقم القياسي في أطول مدة متراكمة يمضيها أميركي في الفضاء، متفوقاً على زميله الاميركي مايك فينك.
وشيدت محطة الفضاء الدولية في مدار الأرض العام 1998، وهي بمساحة ملعب كرة قدم وتزن 400 طن.
وتتناوب على الاقامة فيها فرق من رواد الفضاء، قوام كل فريق ثلاثة، ويقيم فيها بشكل متزامن فريقان يجري تبديل كل منهما كل ستة اشهر.
أحدث التعليقات