02/04/2016
عمّان- منال القبلاوي – يجمع خبراء الجيولوجيا والبيئة والمياه أنّ البحر الميت سيختفي تماما خلال(34) عاما من الآن بسبب انكماشه المستمر بمعدل متر كل سنة حيث وصل مؤخرا الى 1,4 متر سنويا.
إلا أن زيارة البحر الميت وقراءة اللافتات الموجودة أثناء النزول والتوجّه نحو البحر التي تظهر بالمسافات كم متراً انحسر البحر من سنة (2000 ولغاية الان ) تدلّ على أنّ البحر الميت كان هنا وهناك قبل ذلك التاريخ.
تلك اللافتات مُحزنة وصادمة ومؤلمة للناظر، حيث تقول اللافتات «انحسار البحر الميت سريع حيث كان البحر هنا سنة (…..) باللغتين العربية والإنجليزية كلما تقدم الزائر باتجاه البحر.
يقول المواطن مصطفى هاني» أنه كان يعرف بشأن انحسار البحر الميت إلا أنّ اللافتات صدمته لانكماش البحر لأكثر من 15 -20 مترا خلال الخمسة عشر سنة الماضية.
أما المواطنة عائدة سراج فقد عبرت عن أسفها بسبب هذا الانحسار بقولها» لن يكون هنالك شي يدعى البحر الميت عندما يقرر أولادي بعدما يكبرون زيارة البحر الميت والسباحة فيه واستخدام طينته العلاجية.
«.وبحسب الدراسات والأبحاث العالمية فإن مستوى سطح البحر ينخفض حوالي متر كل عام، وزاد هذا المعدل في عام 2012 بشكل واضح، فكان إنخفاض مستوى البحر 1.40 متر.
وخلال الخمسين سنة الأخيرة تبخّر جزء كبير من البحر الميت بحيث أصبح يُرى تغيّر رسمه في الخرائط الحديثة عن رسمه في الخرائط القديمة.
ويُعتبر البحر الميت ظاهرة طبيعية نادرة الوجود في العالم، فهو عبارة عن بحيرة مغلقة لا تتّصل بالبحار الخارجية المجاورة ( البحر المتوسط والبحر الأحمر )، كما أنّه يقع في منطقة كانت جزءاً من الموطن الأصلي للإنسان الأول، ومهبطًا للديانات السماوية الرئيسية، ومكانًا لنشوء الحضارات القديمة، ومعبرًا للحركات التجارية والغزوات العسكرية عبر العصور التاريخية المتتابعة. ويتميز البحر الميت، بحسب منشورات سياحية عن المنطقة صادرة عن وزارة السياحة والاثار، أنّه أخفض نقطة في العالم، حيث ينخفض حوالي 400 متر عن سطح البحر، وسمي بالميت لشدة ملوحته فلا توجد فيه أشكال للحياة كالتي تشهدها البحار الأخرى، كعيش الأسماك فيه حيث تبلغ نسبة ملوحته 34% مما يمثل تسعة أضعاف تركيز الأملاح في البحر المتوسط، فهي واحدة من أعلى نسب الملوحة في المُسطّحات المائية في العالم.
وتبلغ مساحته 645 كيلومترا مربعا. ونظرا لارتفاع درجات الحرارة، ونقص التزويد له من مياه الأنهار* والأمطار، وبسب الاستخدام المكثّف لمياه نهر الأردن المزِّد السابق للبحرالميت، وبسبب شدّة ملوحته، تقلصت مساحته خلال العقود الأربعة الماضية بما يزيد عن 35%، فيما يصل عرضه في أقصى حد إلى 17 كم، بينما يبلغ طوله نحو 70 كم.
ويعتبر البحر الميت وجهةً لملايين السياح عالميا وعربيا وحتى محليا بسبب خصائص مياهه وتربته العلاجية، لكونه بحيرة ملحية مغلقة. ويحتوي على تركيز عال من الكالسيوم والبوتاسيوم والعديد من المعادن الأخرى، وبسبب أنه أخفض بقعة على سطح الأرض، ورُشّح ليكون من عجائب الدنيا السبع الطبيعية في نطاق البحيرات.
كما يوجد فيه بعض المعالم الأثرية والدينية المهمة في المنطقة مثل مسعدة، خربة قمران ، وكهف النبي لوط، بالإضافة إلى التشكيلات الملحية الطبيعية فيه، والمناخ السائد…. كلها جعلت من البحر الميت نقطة جذب سياحية عالمية، وخصوصًا فيما يتعلق بالسياحة العلاجية.
وتصل درجة الحرارة القصوى في البحر الميت في معدلها السنوي 47 درجة مئوية، ومتوسط درجة الحرارة في معدلها السنوي 30، والصغرى 21,9 درجة. ولإنقاذ البحر الميت من الجفاف، قام الأردن بالتعاون مع كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل بالتخطيط لمشروع «قناة البحرين « لشق قناة تربط بين( البحر الميت و البحر الأحمر ) لإنعاش البحر الميت والعمل على إبقائه جغرافيا.
يستحي الكتّاب والصّحفيّون العرب أو يخافون أن يذكروا الحقيقة كاملة للأجيال الجديدة، وهي أنّ هاذه الكارثة البيئيّة نجمت عن قيام إسرائيل في اوائل ستّينات القرن العشرين بتحويل مجرى نهر الأردنّ ابتداءً من بحيرة طبريّة إلى وسط وجنوب فلسطبن الّتي أقيمت دولتهم عليها. المطلوب من العرب وربّما بقيّة العالم تمويل قناة البحرين لتصحيح الكارثة الّتي صنعتها إسرائيل مع احتفاظ إسرائيل كذالك بحقّها في الانتفاع من هاذه القناة كاملاً غير منقوص. أليس هاذا هو العصر اليهوديّ فعلاً وحقيقةً؟!