الأحد 24 ديسمبر 2017
«الاقتصادية». من الرياض
في ظل التذبذب الكبير لعملة”بِتْكوين” الافتراضية حذرت سلطات الرقابة المالية في ألمانيا من الاستثمار في العملة المشفرة.
وبحسب “الألمانية”، فقد ذكر فيليكس هوفلد رئيس هيئة الرقابة المالية، في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية الصادرة أمس “الأمر يدور حول عمليات مضاربة عالية تنطوي على خطر الخسارة الشاملة”، مضيفا أنه “من المتوقع أن تكون هناك تجاوزات تؤدي إلى خسائر فادحة”، داعيا المستثمرين إلى الحرص البالغ.
وأشار هوفلد إلى أنه يتعين على المستثمر أن يعلم أنه من الممكن أن يخسر كافة أمواله في أسوأ الحالات، وأعلن أنّ هيئته ستتابع التطورات عن كثب، وستضع على عاتقها الآن مهمة تعلُّم كبيرة لفهم كيفية التعامل مع هذا المجال.
ومنذ بداية هذا العام ارتفعت بشدة قيمة عملة “بِتْكوين”، المتداولة على الإنترنت، حيث قفزت من نحو ألف دولار إلى ما يقرب 20 ألف دولار، لتنخفض قبيل أعياد الميلاد في الغرب إلى 12 ألف دولار.
وكلما ارتفع سعر بِتْكوين، تعالت الأصوات من أوساط سياسية وبنوك مركزية مطالبة بوضع قواعد منظمة لتداول هذه العملة، وحذّر ينز فايدمان رئيس البنك المركزي الألماني، أخيرا من المخاطر التي تنطوي عليها عملة بِتْكوين، حيث قال الإثنين الماضي في فرانكفورت *إنها استثمارات تقوم على المضاربة ومن الممكن أن تسفر عن خسارة الأموال*.
وذكر فايدمان أن وصف عملة “بِتْكوين” بأنها “عملة رقمية” مُضلِّل، مُعتبراً أنّ “وسيلة الدفع يتعيّن أن تُبدي استقرارا لقيمتها، وهذه السِّمات غير متوافرة في بِتْكوين”.
وتطلق السلطات التنظيمية في عدد من الدول تحذيرات حول “بِتْكوين” الذي يتم التحكّم فيه عبر شبكة من أجهزة الحواسيب التي تقوم بتحديث التعاملات التي تتم على مجموعة متنوعة من منصّات التداول في العالم. ويوجد “بِتْكوين” بصورة رقمية فقط، وتتم حساباته بمعادلات رياضية.
ورغم أن بنك إنجلترا المركزي قد أكد أن “بِتْكوين” لا يمثِّل أي مخاطر على الاستقرار المالي، فقد أبلغ محافظ البنك “مارك كارني” أعضاء البرلمان البريطاني أخيرا أنه يتوقع أن تناقش السلطات التنظيمية الدولية العملات المشفَّرة والدور المستقبلي المحتمل للعملات الرقمية في البنوك المركزية.
وكان “بِتْكوين” قد فقد أكثر من ربع قيمته في تداولات نهاية الأسبوع المنصرم، في الوقت الذي يحذر فيه المحللون من تطبيق قانون “المخاطر المالية” على المستثمرين في العملة الرقمية.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أمس أن “بِتْكوين” شهد أحدث تقلُّباته يوم الجمعة، حين هبطت قيمته إلى ما دون 11.500 دولار، لتلامس 11.159 دولار، بعد أن سجّل أعلى مستوياته في بداية الأسبوع الجاري، حينما اقتربت قيمته من 20 ألف دولار، وهو ما يعد أسوأ هبوط للعملة في أسبوع منذ عام 2013.ومع ذلك فإنه بحلول الساعة الخامسة مساء الجمعة بتوقيت العاصمة البريطانية لندن وصل سعر “بِتْكوين” في التداولات إلى 12.800 دولار.
وأوضحت الصحيفة أن هبوط العملة الرقمية يُعدّ تغيُّرا مفاجئا في مسارها التصاعدي هذا العام، حينما وصل سعرها إلى 966 دولار في بداية العام الحالي.
ويتم تداول “بِتْكوين” في عدد من البورصات، وقد أقدمت منصّة التداولات “كوينبيس” على تعليق معاملاتها بصورة مؤقتة، بينما كان هناك وقف مؤقت في العقود الآجلة الجديدة – التي تتيح للمستثمرين أخذ رهانات على قيمة العملة الرقمية كنقطة مُحدَّدة سلفا في المستقبل – في بورصة خيارات مجلس شيكاغو – أقدم بورصة في العالم للعقود الآجلة انتظاراً لاستقرار أسعار العملة.
وكانت لجنة تداول السلع الآجلة في الولايات المتحدة قد أعلنت أنها ستسمح للمستثمرين بشراء وبيع العقود الآجلة بعملة بِتْكوين، وتم طرح اثنين من العقود الآجلة بالفعل هذا الشهر، فيما اعتبره مراقبون خطوةً نحو شرعنة العملات الرقمية، في وقت تُسرِّع فيه السلطات التنظيمية وتيرة مراقبتها للمنتَجات ذات الصلة بالتقنية الجديدة.
لكن هبوط “بِتْكوين” يوم الجمعة جاء مدفوعا بقيام مؤسّس عملة رقمية أخرى ببيع حيازاته من العملة، وقال تشارلي لي Charlie Lee، مؤسس عملة “ليتكوين” Litecoin المشفرة إنه كان يبيع حيازاته كي يتجنب تضارب الأسعار التي يواجهها عند التحدث عن سعر العملة التي من الممكن أن تفيده على ما يبدو.
من جهته، يرى ليث خلف كبير المحللين في شركة “هارجريفز لانزدون” أنّ حركة الهبوط السريعة لـ “بِتْكوين” مثيرة للجدل، مردفا “لقد شهدنا هبوطا يوميا وتدريجيا لهذه العملة، ولا يمكننا التوقع ما إذا كانت ستستمر في الهبوط أم لا، هذا كله رهن الأيام المقبلة”، مؤكدا أن هناك مخاوف مستمرة بشأن التقلبات العالية التي يشهدها “بِتْكوين”، ما يرجِّح أن تكون هذه العملة فقّاعة على وشك الانفجار.
ويعتقد *جاسبر لولر*، رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة “لندن كابيتال جروب” أن هذا القرار ربما يكون “السبب الأصيل في عدم الأمان الذي يشعر به الجميع في عالم العملات الرقمية”.
وأوضح لولر “تم تطبيق قانون المخاطر المالية على مستثمري بِتْكوين يوم الخميس.. وسيتعود حاملو العملة منذ فترة طويلة على هذا المستوى من التقلّبات، لكن تجار العملة الرقمية الجدد يمكنهم درء تلك المخاطر بصورة دائمة”.
ويشير محللون إلى أن التحركات الدراماتيكية التي تحدث في نهاية 2017 تعني أنه من الصعب التكهُّن بما سيحدث في العام الجديد، في وقت يُتوقّع فيه ارتفاع حجم التدوالات في العملة الرقمية.
أحدث التعليقات