السبت 10 يناير/كانون الثاني 2015
الإرهابيون القتلة هم المسؤولون أولاً عن جريمة قتل الصحفيين في باريس وليس الإسلام. ففي الولايات المتحدة جرت عشرات الجرائم البشعة بنفس الطريقة، رشاش أوتوماتيكي وقتل جماعي واتُّهِم المنفّذ فقط بأنّه إرهابي وليس ديانته أياً كانت.
أما الاعلام الإسرائيلي فسارَع لذِكر أن أحد الضحايا هو رسّام يهودي، وأغفَل حقيقة أنّ ضحيةً أخرى وهو الشرطي فهو مسلم.
إن ما نشرته مجلة الرسومات الكاريكاتورية التي نُفّذت فيها الجريمة لا يدخل في باب حرية الرأي المقبولة، وإنما تحريض على الأديان والرموز الدينية ( لجميع الأديان)، وبالرغم من ذلك فمواجهة ذلك لا تتمّ بالقتل والعنف والإرهاب. هذا كريه ومرفوض اخلاقياً ودينياً ومبدئياً.
لقد تزامنت الجريمة مع رسومات تُسيء لداعش وللبغدادي، وليس مع الإساءة للرسول الكريم التي حدثت قبل عدة سنوات.
فالمجرمون قتلوا الشرطي المسلم بدم بارد خارج المبنى، وهو لا علاقة له بالرسومات إياها.
هؤلاء الإرهابيون التكفيريون كانوا أحبّةَ الغرب من أجل استعمالهم ضد آخرين لا يتماشوْن مع الغرب ومشاريعه الكولونيالية والتقسيمية للوطن العربي والأمّة العربية والإسلامية.
وكانت هناك بطبيعة الحال صدمة، والصدمة خدعت جزءاً من المسلمين وجعلتهم يُصدّقون رواية أنّ العملية هي فعلاً “انتقام لرسول الله”، وأنستهم أن العملية هي انتقام من المسلمين في فرنسا وفي الغرب الذين تنتظرهم أيام صعبةمليئة بجرائم الإسلاموفوبيا والكراهية من قبل فئة كبيرة من غير المسلمين الذين سيقعون تحت تأثير الصدمة فسيصدقون أن المسلمين يتبنّوْن العملية، وأن العملية كانت إسلامية وفق مبادئ الإسلام ولأجل الإسلام.
وفعلا لقد حدثت اعتداءات على عدة مساجد في فرنسا في أعقاب الجريمة، والخوف ينتاب مسلمي فرنسا وأوروبا عامة.
ماريو لوبين زعيمة اليمين سارعت إلى القول أن المسؤول هو المجرم الذي نفّذ الجريمة وليس المسلمين جميعاً، بينما اليمين الإسرائيلي اليهودي وخاصة نفتالي بنت، سارع إلى الرقص على دماء الفرنسيين والغمز من جهة الإسلام والمسلمين والشماتة لما جرى للفرنسيين.
الإسلاموفوبيا هي ليست مجرد ظاهرة اجتماعية، وإنما لاساميّة خالصة، لنكرّر دائماً : الإسلاموفوبيا هي لاساميّة.
أنا لست شريكاً ولا يمكن أن نكون شركاء في حملة التضامن مع تلك المجلّة، ” شارلي إيبدو” ، وهي التي أُطلق عليها حملة “أنا شارلي” لأنهم يحتقرون ديني بالرغم من رفضي المطلق واستنكاري للجريمة الفظيعة.
أنا مع حملة “أنا محمد”.
نستنكر الجريمة النكراء ونتعاطف مع عائلات القتلى الضحايا مسيحيين ويهود ومسلمين لأننا نحمل قيم الإنسانية، ونقدس الحياة لجميع أبناء البشر. قلبي مع مسلمي فرنسا وأوروبا..
رحم الله الإمام الغزالي ..ورحم الله الشيخ أحمد ديدات في حديثهم عن مسلمين يشوّهون الإسلام ويُبعدون الناس عنه.
أحدث التعليقات