لسنا هنا بصدد البحث عن مدلول لفظ كردستان، أي أرض الكرد من الوجهة التاريخية والجغرافية منذ القرن السابع قبل الميلاد إلى الاّن، فقد كان مدلول هذه التسمية يتضمّن جميع بلاد الكرد، ولكننا نريد معرفة وقت ظهور هذا الإسم .
لقد ذكر بعض المؤرخين أن منازل الشعب الكردي تمتد من الخليج العربي الى بحر قزوين. وتقول دائرة المعارف الأسلامية: أن لفظ كردستان وضع للإطلاق على المَواطن التي سكنها ولا يزال يسكنها الكرد حتى الاّن، مثال ذلك إطلاق لفظ (كردستان الخرسان) على المناطق الكردية بأقليم خراسان، ولكن هذه الدائرة جعلت كردستان أصغر من مساحتها الحقيقية حين حددتها: بأنها قطعة أرض مستطيلة تمتد من (لورستان) في الجهة الشمالية الغربية، وهذا التحديد ناقص لأنه لا يشتمل على لورستان، ولأن الحدود الشمالية الحقيقية تصل لغاية (الشكرد) و (أرضروم) .
ولمعرفة فترة تبلور ملامح وحدود انتشار الكرد ومنازلهم، لا بد لنا من العودة إلى العهد الميدي. لا شك أن الدولة الميدية الصغيرة التي ظهرت في بعض البقاع المحيطة ببحيرة أورميا في أيام سرجون الاشورى (722- 705 ق.م) وضعت الملامح الأولى للوطن الكردي،فقد تأسست هده الدولة على يد (ديوكو) الميدي، ثم توسعت في أيام ابنه ( خشاترينا) المعاصر للملك الأشوري سنحاريب (705 – 681 ق.م)، فامتدت رقعتها من همدان الى شرق نهاوند وحتى جنوب إيران . ثم قتل خشاترينا في سنة 653 ق.م فوقعت بلاد ميديا تحت حكم الأسكيثيين حتى سنة 625 ق . م، ثم جاء ابنه كي أخسار (كى خسرو) الذي حكم بين (625 – 584 ق . م) فحرر البلاد من احتلالهم، واستولى على جميع بلاد مناى (البلاد المحيطة ببحيرة أورميا )، وقضى على الدولة الأشورية بالتعاون مع الكلدان في سنة (612 ق . م ) ثم على دولة أورارتو (البلاد الممتدة بين بحيرتي أورميا و وان). وكانت دولة أورارتو قد تأسست بين سنة (883 – 859 ق. م) على يد الملك الأورارتى (الخلدى) سردور الأول .
ومَدّ الأورارتيون نفوذهم إلى حدود الدولة الأشورية حتى أصبحت المقاطعات الأشورية الشمالية الممتدة من شمال سورية إلى نهر (خاليس= قزل) تحت نفوذهم في فترات ضعف الأشوريين . وكانت منطقة مصاصر (برادوست الحالية ) ضمن نفوذهم وفيها مقرهم الرئيسي (خلديا) في سنة (590 ق .م ). وأصبحت اكبتانا (همدان الحالية ) عاصمة لمملكته المتحدة، ثم أندفع كي خسرو إلى الغرب نحو مملكة (ليديا) فالتحم مع قواتها في حرب طاحنة استغرقت خمس سنوات (590 – 585 ق .م) ولكن دون نتيجة حاسمة . ثم تزوج استياكس ابن كي خسرو ابنة ملك ليديا(اسيا الصغرى) .
وفي سنة (584 ق . م ( تسلم استياكس العرش الميدي واتفقت الدولتان الميدية والليدية على أن يكون نهر الخالص (خاليس= قزل ايرمق) هو الحد بينهما، وبأستثناء مملكة ليديا قسمت اّسيا الصغرى والإمبراطورية الآشورية بين الميديين والبابليين (الكلدان) فأخذ الميديون القسم الشمالي بما فيه بلاد اّشور، وأخذ البابليون سورية وفلسطين وجنوب وادي الرافدين وبلاد عيلام . ويذكر أنّ الميدين لكي يحتفظوا بمنفذ لتجارتهم من بوابة زاكروس (طريق خانقين) نحو البحر الابيض المتوسط جعلوا نصيبهم من الإمبراطورية الآشورية القسم الشرقي من حوض دجلة، ثم سقطت الدولة الميدية في عام (550 – 549 ق . م) حيث دخلت ميديا ضمن ممتلكات الدولة الأخمينية، وبذلك تكون الدولة الميدية قد عاشت حوالي 175 سنة .
إن الانتصارات الميدية أدت الى تحرك ملحوظ للقبائل الميدية نحو الغرب. وبعد قيام الدولة الأخمينية ووقوع ثورات في ميديا ضد الفرس أدى الى هجرة جماعات جديدة من الميديين نحو الغرب بعد القضاء على ثوراتهم، ثم إن نزوح القبائل البارثية أوالفرثية الى أذربيجان الجنوبية كان سببا لدفع أقسام أخرى من الميديين نحو الغرب إلى داخل الدولة الأرمينية الجديدة، ويقول مينورسكي : “عندما أتفحص تاريخيا وأتذكر جميع هجرات القبائل الإيرانية الكبيرة نحو الغرب فإنني لا أجد نزوحا غير هجرة الميديين لتفسير انتشار الأكراد إلى المنطقة الواقعة جنوبي أنقرة في اسيا الصغرى وإلى شمال سورية، بأعتبار أن الأكراد هم أحفاد الميديين“ .
في الواقع أن كردستان الحالية تمثل مناطق انتشار القبائل الميدية أو الكردية في العهد الميدي وبعده على جانبي جبال زاكروس وشرق الأناضول وشمال سورية. يقول طه باقر بعد أن يشير الى هجرة الميديين في مطلع الألف الأول ق . م واستيطانهم في إقليم همدان : ” إن أول إشارة تاريخية مهمة إلى هذه الهجرة جاءت في كتابات الملك الآشوري شلمانصر الثالث في مطلع القرن التاسع ق . م، إذ أن جيوشه التي غزت جبال زاغروس اصطدمت لأوّل مرة بقبيلتين جاء إسم إحداهما في كتاباته بصيغة ماد اي والثانية بأسم (بارسا ) أي الفرس. وكانت قبائل هذه الهجرة بهيئة فرسان متنقلين، ولما حل بعض هذه القبائل في شمالي العراق وجدت بقايا أقوام قديمة مثل الكوتيين واللولوبيين والحوريين وغيرهم كانوا زراعيين مستقرين، فسيطرت عليها وفرضت سيادتها، ولكن أخذت هذه القبائل تستقر وتمتزج بالسكان الأصليين بمرور الزمن .
ومهما يكن فإن مدلول لفظ كردستان وخاصة بعد سقوط الدولة الميدية لم يكن يعني جميع بلاد الكرد، ففي عهد الدولة اليونانية (331 – 248 ق . م)، والفرثية ( 248 ق . م– 226 م)، والساسانية (226 – 627م) والرومانية، لم تكن بلاد الكرد تذكر باسم خاص شامل لجميع أجزائها، بل إن كردستان الأوسط منه معروف باسم (أرمينيا)، كما أنه في صدر الإسلام وفي خلافة عمر بن الخطاب (رض) كان قسم كبير من الوطن الكردي جزءاً من إقليم أذربيجان، وكان القسم الأوسط منه معروفا بأسم ( الجزيرة)، وبقيت هذه التقسيمات الإدارية نفسها بعد تحوير بسيط متبعة في عهد الأمويين والعباسيين، حتى أصبحت البلاد الكردية من الوجهة الإدارية تشمل معظم المقاطعات التالية ( الجزيرة، ومنطقة حلوان في العراق )، وملطية وتوقات وسيواس في بلاد الروم، ووان وبرذعة وتبريز وأردبيل ومراغة في إقليم أرمينيا ، وموقان (موكان) أي (كورة الموغ وبين أدربيل ونهر الرس ) في إقليم إيران، وسلطانية وهمدان وقرمبيسن (كرمانشاه) وأربيل وشهرزور في إقليم الجبال، ومهما يكن فإنه لم تكن هناك وحدة أدارية تحت اسم (كردستان) قبل العهد السلجوقي، وأن لفظة كردستان أطلقها السلاجقة على البلاد الواقعة غربي أقليم الجبال التي كانت تابعة لمقاطعة مستقلة سُمّيت بكردستان .
أقليم الجبال وظهور أسم كردستان
يقول لسترنج : ” في جنوب شرقي إقليم أذربيجان، إقليم ما ذى (ميديا) الخصب الذي أحسن العرب في تسميته بإقليم الجبال، لأن جباله تشرف على سهل ما بين النهريين الأسفل، وهذه الجبال تمتد شرقا حتى تبلغ حدود المفازة ( الصحراء) الكبرى في أواسط إيران، ولما علا شأن الاكراد وعظم أمرهم في الأزمنة الأخيرة عرف القسم الغربي من إقليم الجبال بكردستان وفي إقليم الجبال مدن كثيرة، ففي الغرب كرمانشاه وهمدان (أكبتانا القديمة), وفي الجنوب الشرقي : أصفهان، ثم ابتنى المغول (مغول فارس) مدينة السلطانية في سهول هذا الإقليم الشمالية، وقد أخذت مكان بغداد حينا من الزمن .
ويقول أيضا : أن البلاد الواسعة التي سماها اليونان ميديا (ماذى) الممتدة من سهول العراق والجزيرة في الغرب إلى مفازة فارس الملحية الكبرى في الشرق قد سماها البلدانيون العرب إقليم الجبال، ثم بطُل استعمال هذا الاسم، وصار الإقليم أيام ملوك السلجوقية في المئة السادسة (12م) يعرف خطأ بعراق العجم، أي أن العجم هم الذين أطلقو ا على إقليم الجبال ذلك الاسم، وأشا ر ياقوت الحموي (ت 626 هـ ) إلى أن تسمية العجم لهذا الإقليم بالعراق في أيامه غلط، وهو أصطلاح محدث. وقد أستعمل ياقوت الحموي الاسم القديم فقال : (الجبال)، ولكن القزويني (زكريا بن محمد ت 683 هـ ، في كتابه : ” اّثار البلاد وأخبار العباد ” أطلق على هذا الإقليم ما يرادفه بالفارسية فسمّاه (قوهستان = كوهستا) أي إقليم ، ومهما يكن من أمر فإن لفظ (الجبال) بطل استعماله على ما يظهر بعد الفتح المغولي .
وينقسم إقليم الجبال إلى قسمين : الصغير وهو كردستان في الغرب، والكبير وهو عراق العجم في الشرق، وكانت المدن الأربعة القديمة : قرميسين (كرمانشاه الحالية ) وهمدان والري واصفهان، أجمل مدن النواحي الأربع لهذا الإقليم منذ القدم، ففي أيام بويه (في القرن الرابع الهجري – العاشر الميلادي كانت دواوين الدولة في ( الري – قرب طهران الحالية ) . ثم أصبحت همدان في القرن التالي قاعدة سلاجقة بلاد فارس، ولكن اصفهان كانت في جميع الأوقات على ما يظهر أوسع بلاد الجبال وأخصبها وأكثرها مالا، أما الولاية الغريبة التي تتبع كرمنشاه، فقد كانت منذ أيام السلاجقة تعرف عادة بكردستان ويراد بذلك بلاد الكرد .
ثم يقول : ” أما ما يقال في أصل إقليم كردستان، فيروى أنه في نحو منتصف المئة السادسة (12م) أقتطع السلطان سنجر السلجوقي (511 – 552 هـ/1117 – 1157م) القسم الغربي من إقليم الجبال، أي ماكان منه من أعمال كرمنشاه، وسماه (كردستان)، وولى عليه ابن أخيه سليمان شاه الملقب أبو (أو أبوه)، وهو الذي صار فيما بعد – أي منذ سنة (554 – 556 هـ/1159 – 1161م) خلفا لعمّه في رئاسة البيت السلجوقي وسلطة العراقيين .
وهذه في رواية المستوفي القزويني (حمدالله بن بكر في كتابه نزهة القلوب بالفارسية، ألّفه في عام 740 هـ ) الذي قال : ” أن كردستان في أيام سليمان شاه ازدهر ازدهارا عظيما وبلغ ارتفاعه مليوني دينار ذهبا، (ما يعادل مليون استرليني )، وهو عشرة أضعاف ماكان يدرّه هذا الإقليم في المئة الثامنة 14م أيام الحكم المغولي حين كان المستوفي نفسه مستوفيا أموال الدولة، أي أن ربعه انخفض في زمانه إلى (500/201) دينارا، واتخذ سليمان شاه ( بهار) وهي مدينة مازالت قائمة على نحو ثمانية أميال شمال همدان قاعدة له، وكان فيها قلعة منيعة، وبعد قرنين من الزمان أعاد المغول تشكيل الإقليم فوسّعوا حدود إقليم كردستان بإضافة مناطق واسعة إليه أخذ من عراق العجم (الجبال) .
وفي أيام المغول بنى السلطان (الجايتو) عاصمة ثانية في سلطان أباد جمجمال قرب حافة جبل بيستون، وقد وصف المستوفي هذه المدينة فقال: هي وسط صقع وافر الخيرات كثيرة القمح .. وهي على أربعة فراسخ حوالي 24كم من قرية (سحنة)، وستة من كرمانشاه، وما زالت أطلالها قائمة، وقد ذكر علي اليزدي ( ت 858 هـ /1454م) في كتابه ظفرنامة أو تأريخ تيمور بالفارسية وضعه في 828 هـ / 1425 م هذه المدينة غيرمرة حين وصف زحف تيمور إلى كردستان، ومن المدن التي يقع ذكرها في أخبار حروب تيمور، وأشار اليها المستوفي مدينة (دربندتاج خاتون) أو (دربند تاشي خاتون). كما ذكرها علي اليزدى و(دربند زنكي)، وكانتا في الحدود الغربية لبلاد كردستان على ما يظهر (بين شهرزور وحلوان) في الجبال تهيمن على سهول ما بين النهرين .
وذكر المستوفي أيضا أربع مدن أخرى في كردستان هي : (الاني) و (اليشترا) و(خفتيان) و (دربيل) وقال إن هذه المدن كانت في أيامه جليلة، أما اليوم فليس من اليسير تعيين مواضعها، وكانت ( الاني) وتدور ذكراها في بعض المخطوطات بصورة (الابي) في المئة الثامتة ( 14 م ( قصبة الإقليم المعتبرة على ما يظ ، وإن لم يذكرها غير المستوفي على ما نعلم، ويكثر فيها القمح، وهواؤها طيب، ومروجها وافرة وتكثرالعيون في أنحائها .
وفي (اليشتر) أيضا بيت للنار قديم،وسهل اليشتر مازال معروفا، وهي بلا ريب مطابقة لمدينة ليشتر أو لاشتر التي ذكر ابن حوقل وغيره، أنها على عشرة فراسخ جنوب غربي نهاوند، واثني عشر فرسخا شمال شابوخاست (ابن حوقل)، (وفي المستوفي – شابورخواست)، ولا يعلم شيء عن خفتيان سوى أنها قلعة محكمة البناء حولها القرى على ضفاف نهر الزاب، (يرجح أنها خفتيان أبي علي الزرزاري، أو خفتيان الصغير (ابن خلكان 1/569 – 570 )، التي تمثلها اليوم هاوديان قرب راوندوز، (وخفتيان سرخال بن بدر بن حسنويه في شهرزور، التي ذكرها أيضا ابن خلكان المتوفَّى سنة 681 هـ. وكذلك في دربيل (أردزبيل) وهي مدينة ذات هواء طيب. ولم يشر المستوفي إلى موقعها ولوعلى وجه التقريب،وبهذا يختتم المستوفي كلامه في إقليم كردستان، ولم يذكر البلدانيون العرب القدماء: ببهار، والاني، وخفنتيان، ودربيل، ولا المدينتين المعروفتين بالدربند .
وبذلك فإن أقليم كردستان كان يضم في القرن (الثامن للهجرة – الرابع عشر م) المدن التالية : كرمانشاه، حلوان، كرند، كنكوار، أسد اّباد، به، سيشر، شهرزور، ماه ده شت ، أليشتر، هرسيد، جمجمال (سلطان اّباد)، دربند تاج خاتون، دربند زنكي، الاني، خفتيان، دربيل .
كردستان في العصر الحديث
يقول الملا إدريس البلديسي : ” أن السلطان سليم الأول -العثماني – أمرني لدى عودتنا من فتح تبريز – سنة 1514 م – بأن أسعى لدى جميع الأمراء الأكراد المنبثّين في كردستان ابتداءً من أرمية، وأشنه، وديار بكر، حتى ملطية لإدخالهم في الطاعة قاطعا لهم العهود والمواثيق الإسلامية بالعمل على تأليف ملوك واأمراء كردستان وأنضوائهم تحت اللواء العثماني ” . وكتب الرحالة التركي أوليا جلبي في (سياحتنامه – بدأ برحلته في جمادي الأول 1065هـ/1655م) بعد تجواله في جميع أنحاء كردستان، يقول : ” إن ولايات أرضروم، ووان، وحكارى، وديار بكر، والجزيرة، والعمادية، والموصل، وشهرزور، وأردلان تؤلّف بمجموعتها كردستان التي يستغرق قطعها 17 يوما “.
تعرضت بلاد الكرد إلى أول تقسيم بعد معركة جالديران التي وقعت في سنة 1514م بين إيران والإمبراطورية العثمانية، فخضع القسم الأكبر لحكم العثمانين،وأقر هذا التقسيم في معاهدة عقدت في سنة 1639م بين الفرس وبين السلطان العثماني مراد الرابع. وكان الشعب الكردي قبل الحرب العالمية مقسما إلى أقسام : فكانت بلاده موزعة بين الدول االعثمانية والفارسية والروسية، وكانت بعض المناطق الكردية قد اصبحت جزءًا من روسيا عام 1813م عقب معاهدة (كلستان) بين إيران وروسيا، وكان الكرد يعيشون في ولاية إليزابيث بول (أكنجة القديمة)، وبعد ذلك ضُم قسم من الكرد إلى ولاية (يرفان) وفقا لاتفاقية (تركمان جابي) عام 1828م . وأخيرا ضُمّ كرد قارص وأردهان أيضا إلى روسيا .
وبناء على المعاهدة المعقودة بين روسيا السوفيتية وبين تركيا المعروفة بمعاهدة (برست ليتوفست) المعاهدة في 21 اذار 1921 م أعيدت منطقتا قارس وأردهان إلى تركيا ولم يبقَ في الاتحاد السوفيتي سوى آلاف قليلة يعيش أغلبهم في حمهورية أرمينيا في منطقتي (تالين والاكوز). وتعرضت كردستان العثمانية إلى تقسيم جديد بعد الحرب العالمية الأولى فقسمت بين تركيا والعراق، وبموجب اتفاقية أنقرة عام 1929م تنازلت تركيا بموجبها عن رقعة من أراضينا لفرنسا التي كانت تحتل سوريا يومئذ .
وتقع أرض الكرد (كردستان) في الشرق الأوسط من آسيا الصغرى، وهي تؤلف من الناحية التاريخية والموضوعية أرضا واحدة، فإن بالوسع أن نرسم الحدود بشكل تقريبي كما يلي : يبدأ خط مستقيم عند قمة آرارات في الشمال الشرقي ينحدر جنوبا إلى الجزء الجنوبي من زاكروس وبشتكوه، ومن تلك النقطة نرسم خطا مستقيما نحو وإلى الموصل في العراق، ومن ثم خطا مستقيماً نحو الغرب يمتد من الموصل إلى المنطقة التركية من لواء الاسكندرون، ومن تلك يمتد الخط نحو الشمال الشرقي حتى أرضروم في تركيا، ثم من أرضروم يمتد الخط نحو الشرق إلى قمة ارارات.
إن المساحة الكلية لكردستان تبلغ زهاء (409,650 كم2). وقدّرتها بعض الأوساط الكردية (المعهد الكردي في باريس عام 1949) ب( 500 الف كم 2 ). وقدرها ( ل. راميو في كتابه الأكراد ، باريس 1949، ) ب ( 530 الف كم2 ). وهناك ( 194,400 كم2 )من المساحة المذكورة في تركيا، و( 950, 124 كم2 ) في إيران، و( 72,000كم2 ) في العراق، و( 18,300 كم2 ) في سوريا. ويبلغ طول كردستان من الشمال إلى الجنوب ألف كيلومتر. أما معدل العرض فهو 200 كم في الجزء الجنوبي، ثم يتزايد شمالا حتى يبلغ 750كم،
أحدث التعليقات