السبت، ١٠ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٥
اصدرت محكمة أميركية أمس حكماً بالسجن مدى الحياة على رجل الدين المتشدد أبو حمزة المصري، الذي يوصف بـ «القرصان» و»ملهم» تنظيم «القاعدة»، بعد ثمانية أشهر من إدانته في اتهامات بارتكاب اعمال إرهابية في نيويورك. ودين أبو حمزة بتوفير هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية وتقديم النصح والمشورة لمتشددين يمنيين خطفوا سائحين غربيين عام 1998. كما دين بإرسال اثنين من أتباعه إلى أوريغون لإقامة معسكر تدريب للمتشددين وإرسال أحد أنصاره إلى أفغانستان لمساعدة تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» على ارتكاب عمليات ضد الولايات المتحدة.
وحاول أبوحمزة اقتناص فرصته الأخيرة لإقناع القضاء الأميركي ببراءته وعدم إصدار حكم بوضعه خلف القضبان حتى رحيله. إلّا أن إدانته من هيئة محلفين اتحادية في نيويورك بالإرهاب قلّلت من هذه الفرص.
وكانت السلطات البريطانية قالت إن أبو حمزة (56 عاماً) هو الذي ألهم جيلاً من الإسلاميين المتشددين، ومن بينهم ريتشارد ريد الذي أخفى متفجرات في حذائه في محاولة لتفجير طائرة، في حين ربطت صحيفة «ذي تليغراف» البريطانية بين قضيته والاعتداء الإرهابي في فرنسا، مشيرة إلى أن الأخ الأكبر شريف كواشي «تتلمذ» على يد أبو حمزة.
واشتهر أبو حمزة، الذي فقد إحدى عينيه ويضع خطافاً عوضاً عن يده المبتورة، بخُطبه النارية التي كان يلقيها كإمام في مسجد فنسبري بارك في لندن. وأدانته هيئة المحلفين بتقديم هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية والمشورة للمتشددين اليمنيين الذين خطفوا سياحاً غربيين عام 1998. ومات أربعة رهائن في هذه العملية.
كما أدين أيضاً بإرسال اثنين من أتباعه إلى أوريغون لإقامة معسكر لتدريب المتشددين وإيفاد أحد مساعديه إلى أفغانستان لمساعدة «القاعدة» وحركة «طالبان» ضد الولايات المتحدة.
وفي مذكرة الدفاع التي قدمها محامو أبو حمزة إلى القاضية كاثرين فورست، ركّزوا على حاجته إلى رعاية صحية خاصة كمعوّق. وطلب محاموه حكماً أقل من السجن مدى الحياة، وإن أقروا بأن أي حكم مطوّل بالسجن سيبُقي موكّلهم وراء القضبان إلى أن توافيه المنية، وحضّوا فورست على إيداعه في منشأة طبية بدلاً من سجن شديد الحراسة. بينما طلب الادعاء السجن المؤبّد للرجل الذي وصفه بأنه «زعيم إرهابي عالمي نسّق خططاً حول العالم».
وأدلى أبو حمزة، واسمه الحقيقي مصطفى كامل مصطفى، بشهادته خلال المحاكمة، ونفى إرسال معاونين له إلى أوريغون وأفغانستان وزعم أنه كان يقوم بدور الوساطة في واقعة الخطف في اليمن للتوصل إلى حل سلمي.
وقال أيضاً، وللمرة الأولى، إن يديه بُترتا في حادث انفجار منذ 20 عاماً في باكستان حين كان يعمل مهندساً، نافياً إشاعات سابقة بأنه فقد يديه أثناء مقاتلة القوات السوفياتية في أفغانستان.
وأمضى أبو حمزة ثماني سنوات في السجن في بريطانيا بتهمة التحريض على العنف قبل أن تسلمه لندن إلى الولايات المتحدة العام 2012 لمحاكمته بتهمة الإرهاب.
وأعادت محاكمة أبو حمزة فتح صفحات من تسعينات القرن الماضي عندما كان هذا الإمام المصري الأصل واحداً من وجوه الجهاديين في «لندنستان»، كما كان يُطلق على العاصمة البريطانية آنذاك.
وذاع صيت أبو حمزة نتيجة تحويله مسجد فنسبري بارك في شمال لندن إلى قاعدة للمتشددين الذين كان يلقي فيهم كل جمعة خطابات نارية تدين الحكومة البريطانية وسياساتها وتؤيد جماعات متهمة بالقيام بأعمال قتل بشعة، كـ «الجماعة الإسلامية المسلحة» في الجزائر.
ويُشتهر أبو حمزة بوصفه بريطانيا بأنها بمثابة «مرحاض»، على رغم أنها منحته جنسيتها في ثمانينات القرن الماضي قبل انتقاله الى «الجهاد» في أفغانستان.
المصدر: واشنطن – جويس كرم
ها هي حال بعض المنتسبين للإسلام: أغرار تافهون، أو خرّيجو سجون، أو مدمنو مخدّرات، أوساذجون جَهَلة تتلقّفهم أجهزة الاستخبارات في معظم بلدان العالم ليكلّفوهم بأقذر المهمّات وأوسخها على الإطلاق، وبعد أن يستغلّوا جهودهم حتّى النّهاية يتخلّون عنهم ويلقون بهم في المهالك كأنّهم أكياس نفايات. عاش هاذا الرّجل معزّزاً مكرّماً في العاصمة الّتي كانت وما زالت تسمّى بحقٍّ وحقيقة: لندنستان، إلى أن انتهت الحاجة إلى خدماته!